عادةً ما يزور معظم السائحون مصر بسبب انبهارهم بتاريخها العريق، وما زالت مصر تفخر بتأثيرها الثقافي القوي، الراسخ والمتنوع، ومن أبرز معالمه الحضارتين القبطية والإسلامية.
يحتاج المرء ببساطة إلى التجول في مصر الحديثة والنظر بعناية إلى الهندسة المعمارية حيث يصبح من المعتاد اكتشاف جزء من نقش قرآني محفور على جدارية أو منزل معين مزين بأشكال هندسية والأرابيسك، و لا يقتصر التراث الفني الإسلامي المستوحى من العمارة الإسلامية على مصر فقط، بل إنه متواجد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، مثل تركيا وإيران وسوريا وباكستان والهند والمغرب، فلا يزال الفن الإسلامي الجميل حيًا وباقيًا على مدار الزمان.
للاستمتاع الكامل بالتجربة، يمكن أيضًا قضاء بضع ساعات في زيارة المتحف الإسلامي في قلب باب الخلق. وسوف تعثر عليه بسهولة لكبر حجمه، حيث يقع المدخل الرئيسي على شارع بورسعيد.
في البداية وبأخذ نظرة سريعة، يعطي المتحف انطباعًا بأنه واسع ونقي وحديث. وبمجرد النظر والتركيز عن كثب في القطع الأثرية المعروضة، يظهر المنطق وراء تنظيم معروضاته لاستيعاب أحجام القطع الأثرية. فأصغر المعروضات مثلًا هي عبارة عن دبوس ذهبي، بينما تشكل أكبر العناصر نوافير رخامية.
ومع ذلك، يظهر تخطيط المتحف بشكل واضح في كتيباته التي تكشف عن أن المتحف مقسم إلى عدة معارض حسب موضوعات محددة مثل الصالة التمهيدية، القسم الأموي والعباسي، الفاطميون، الأيوبيون، العصر المملوكي والعثماني، والعصر العثماني لعصر محمد علي، والعملات المعدنية والأسلحة، وشرق العالم الإسلامي، والخطوط، والمنسوجات والسجاد، والحياة اليومية، والمياه والحدائق، والعلم والطب.
ينقسم المتحف إلى جناحين؛ الجناح علي جهة اليسار حيث توجد مجموعة من المزهريات المزخرفة في بالإضافة إلى الأواني الخزفية التي يعود أصلها إلى القرن الثالث عشر في إيران. وتم تزيين هذه الأواني بدقة بمشاهد الصيد المزينة بطلاء المرجان إضافة إلي النباتات والحيوانات. كما توجد علي جدران الجزء الأول قطع خزفية ذات أزهار بألوان زرقاء وكريمية.
وتم تخصيص فاترينة تعرض أعمال معدنية عبارة عن حلى مصنوعة من النحاس والصلب مثل التماثيل الصغيرة والمزهريات والأغطية.
وفي غرفة مجاورة، يتم عرض مجموعة من الحلي الصغيرة (والقابلة للكسر) مثل زجاجات العطور باللونين الأخضر والبرتقالي الحيوي والأدوات الجراحية التي تعود إلى العصر العباسي والتي تم تصنيعها في الغالب من الخشب والعاج والبرونز. كما توجد أيضًا أدوات أخرى مثل الأسطرلاب والمواني والساعات الرملية والأسلحة كالدرع الفولاذي والسيوف
يوجد لدي البعض اعتقاد إسلامي أن تصوير أو تمثيل الإنسان يعتبر بمثابة عبادة الأصنام لذلك فالتمثيل البشري على القطع الأثرية نادرًا ما يكون موجود في المتاحف ولكن عوضًا عن ذلك يعرض المتحف مجموعة متنوعة من أشكال وأنماط للخط والزخرفة ويمكن رؤية ذلك على القبور الرخامية.
بالنسبة للزوار، فإنهم يفضلون إلقاء نظرة خاطفة على المخطوطات القرآنية المختلفة الموجودة في المتحف حيث تم تزيين الخط الإسلامي على ورق البرشمان بحواف صفحات التتبع بالطلاء الذهبي.
ومن أكثر قاعات العرض اللافتة للانتباه في المتحف تلك التي توجد بالقرب من المدخل حيث يمكن للزوار مشاهدة القطع الأثرية وخاصةً الأواني الفخارية التي دمرت خلال تفجير يناير ٢٠١٤ بعد استهداف سيارة مفخخة لمقر شرطة قريب في القاهرة، ومنذ ذلك الحين تم ترميم القطع الأثرية وعرضها.
تشوِق المتاحف في مصر الزوار لرؤية المزيد، وتعتبر تجربة زيارة متحف الفن الإسلامي من أكثر التجارب الممتعة لمشاهدة المعالم السياحية في البلد. لا يقتصر تميز المتحف فقط صفحات على السوشيال ميديا، بل إن لديه أيضًا موقع رسمي يضم كتيبات لتخطيط المتحف ومناطق المعروضات، وفوق كل ذلك فإن العاملين بالمتحف مهذبون و ودودون جدًا.
حتي فإن المتحف الاسلامي لا يتمتع بنفس الشعبيه التي يحظي بها المتحف المصري بالتحرير أو المتحف الكبير وقد يكون ذلك بسبب موقعه في المقام الأول.
و لو قمت بزيارة المتحف الاسلامي يمكنك ايضا زيارة دار الكتب والوثائق القومية المصرية خلف المتحف والذي يضم أكثر من ٥٠٠٠٠ مخطوطة من مصر والعالم العربي.
ترجمة: إيمان خروشة
Comments (3)
[…] زيارة إلى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة […]
[…] Source link […]