يحكي أندرو عماد، مدير العلاقات المؤسسيّة (34 عامًا)، أنّ اتخاذ قرار الاستقلال عن منزل العائلة استغرق عامين، في البداية كانت الفكرة مجرد اقتراح لم أتعامل معه بجديّة، “لاحقًا طرحت الفكرة أكثر من مرّة، ولم يتعامل معها الآخرون بجديّة، وكانت بالنسبة إليهم محض هراء، فيما واصلت تكرار الحديث عن الأمر الذي بدا لهم كمجرد حماقة، وكان الرد: لماذا تريد المغادرة؟ هنا أنت تأكل، تشرب، تنام، وتنظف ملابسك، كل هذا دون مقابل”. تعد فكرة العيش المستقل بعيًدا عن منزل العائلة، من المحرمات في المجتمع المصري، كما أغلب دول العربي. كما ينظر إليها كفكرة غربية، ونادرًا ما يُقدم عليها الشباب العربي، فهي لا تقبل من العائلة إلّا في إطار الزواج. بالرغم من ذلك، بدأ الشباب في تنفيذ الفكرة خلال السنوات الأخيرة، ووجد العديد منهم طرقًا مختلفة للهرب من منزل العائلة دون زواج. بيد أنّ الامر ما زال غير منتشر على نطاق واسع، خاصة بالنسبة للفتيات الساعيات إلى الإستقلال. تجدر الإشارة إلى أنّ رفض مغادرة منزل العائلة، لا تتّم فقط من قِبل الوالدان؛ لكن إمكانية العيش المستقل بعد سن النضح، لا تجد سبيلًا إلى عقول الكثير من الشباب المصري. يحدث ذلك نتيجة لعدّة أشياء، من ضمنها التربية التي ترفض الأمر، وعدم وعي ومعرفة الشباب…
