عندما يذكر الناس صعيد مصر، فإنهم غالبًا ما يفكرون في الحياة الريفية أو مسائل أخرى كالفقر ورسوخ التقاليد والكثير من المفاهيم الخاطئة أو السلبية التي لا تأخذ في الاعتبار اختلاف الناس والثقافات والآثار التاريخية التي يتسم بها صعيد مصر.
بل إنه من الأصعب العثور على معلومات كافية عن أي من محافظات صعيد مصر. فمثلًا، إن بحثت على جوجل عن بني سويف، فأقصى ما يمكنك الحصول عليه هو الوصف الجغرافي والتاريخي الأساسي للمحافظة، على الرغم من أنه في الواقع، تحتوي بني سويف على أكثر من ذلك بكثير إذا تم توجيه الدعم والاهتمام الكافي لتوفير المعلومات عنها.
فهناك مواقع تاريخية وأثرية، ويوجد تراث حقيقي وثقافة تضم العديد من المواهب، وهناك مصممين مثل رغدة حسن، مصممة الأزياء التي تحدثنا معها سابقًا عن نضالها وآمالها في سوق الأزياء في صعيد مصر.
شاركت معنا رانيا عزت، مدير عام هيئة السياحة فى بني سويف، جوانب أخرى من بني سويف لا يراها الكثيرون، مشيرة إلى أن هناك تحديات تعرقل التقدم بسبب عدم وجود وعي كافٍ أو اعتراف كافٍ بالمحافظة.
قالت عزت: “تعتبر بني سويف من أقدم القرى المصرية، وتقع على الجانب الغربي لنهر النيل ، وكانت أيضًا ميناء مدينة أهناسيا، التي تحكي الأساطير الدينية القديمة عن مدى قدسية مواطنها.. وكانت أيضًا إحدى أكثر المدن المصرية حيوية في العصر اليوناني”.
فيما يلي بعض المعالم والمواقع في بني سويف التي يمكنك استكشافها:
هرم ميدوم
تشتق كلمة “ميدوم” من اللغة الهيروغليفية، وتشير إلى أتوم، إله معبود لدى القدماء المصريين.
قام ببناء الهرم الملك “هوني” الذي كان آخر ملوك الأسرة الثالثة، ثم أكمل بناءه الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة ووالد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر بالجيزة. يعتبر العديد من علماء المصريات أن بناءميدوم هو البناء الهرمي “الأول” والأصلي ، حيث يعمل كنقطة محورية أو يمثل الفترة الانتقالية بين الأهرامات المبكرة وأهرامات الجيزة.
فبالنسبة إلى سر الهيكل البنائي للهرم، تشير روايات أخرى إلى أنه كان جزءًا من مهمة المهندس المعماري المصري إمحوتب لبناء ثلاثة منازل من الله لمخاطبة السماء، بدءًا من أكبر هرم في سقارة والذي يضم سلمًا يصعد إلى عرش الله، إلى هرم ميدوم الذي يعتبر البيت الثالث.
محمية كهف وادى سنور
يقع كهف وادي سنور بالقرب من القاهرة على بعد ساعتين فقط بالسيارة، ويعتبر من أقدم الكهوف في العالم. وقد تشكل الكهف نتيجة تفاعلات كيميائية للمياه الجوفية، واختلاطها بالحجر الجيري منذ عصر الإيوسين قبل 40 مليون سنة.
أنتجت هذه التفاعلات الكيميائية ما يعرف ب “رخام المرمر” ، والذي يستخدم في صناعة أواني الزينة. تم اكتشافه من قبل عمال المحاجر في عام 1992، حيث كانوا يبحثون عن هذا النوع من الرخام وتم الإعلان عن الكهف رسميًا كمحمية طبيعية في عام 1992.
يبلغ عرض محمية كهف وادي سنور حوالي 15 مترًا وعمقه 15 مترًا.
دير الأنبا أنطونيوس البحر الأحمر
يعتبر هذا أول دير في تاريخ العالم. ولد أنطوني الكبير ونشأ في بني سويف، حيث عزل نفسه عن العالم بعد وفاة والديه وتنازل عن ثروته، وبدأ المشي فى اتجاه الشرق حتى وصل إلى كهف صغير أعلى جبل الجلالة بالقرب من قرية دير الميمون.
كان يمشي أنطوني باحثًا عن الزهد والتواصل مع الله وحده، وبعيدًا عن صخب المدن والبشر، لذا قرر أن يتخذ معبدًا فرعونيًا قديمًا مكانًا للعزلة وأسس هذا الدير.
يُقال إنه لم يغادر الدير لأكثر من 20 عامًا، رافضًا الاختلاط بالناس وفضل حياة العزلة لعبادة الله فقط.
يتم تنظيم جولات مختلفة لزيارة قرية دير الميمون، ويتم استضافتها على الأخص من قبل مركز التفاهم العربي الغربي الذي يقدم للسائحين نظرة أعمق للتاريخ القبطي ويسمح لهم بالتفاعل مع المجتمعات المحلية في القرية، والتي يقال إنها تشمل حوالي 500 عائلة معظمها من المسيحيين القبطيين.
ترجمة: إيمان خروشة
Comment (1)
[…] Source link […]